الثلاثاء، 29 يونيو 2010

... وجع اليوم السادس !

وها هو صباحُ اليوم السادس ! يُسدل بأشعته الذهبية التي أبتْ أن لا تخترق غُرفتي خوفاً من أن
توقظ جُرحي النائم ! دق مُنبه ساعتي إذعاناً للأمر الساعة العاشرة صباحاً ! نهضتُ من مضجعي بِ كسل .
أحمل رأسي بِثُقْلّ كما يحملُ الحمّال أكياس الأسمنتِ كُل صباح ! أ تُراها وسادتي هرُمتْ ؟!
أما هي أفكاري المُتزاحمة أثقلتنْي ! تُريد أن تهرُب منْي ؟ وفي خضم تسأُولاتي وضعتُ يداي على رأسي
وصرتُ أضغط عليهما بقوة وكأني أُلملمها من شتات الهروب .
ألتفتُ إلى ساعتي التي لا تزال تحت إمرة العاشرة لم أكترث لنغماتها المُزعجة !
رُغم القُنبِلة الموقوتة التي أحملها بين كتِفيّ ! تركتُها على حالها فهي مُجردْ آلة س تنفذ بطاريتُها وتصمُتْ .
أخذتُ أحدق بكل جزءٍ تقع عيني عليه وكأني أبصره للوهلة الأولى ! ما بالها أشيائي مُنكسرة ؟
خُيلْ لي منظرها الكئيب أنها قريبةٌ منْي !
حتى انحناءات أزهاري اليانعة أشعرتني بذلك ! بِ الحق أنها تشعر بحُزنْي بضيقي بوجعي !
فقد ألبستْ جُدرانُها ردائها الأسود حِداداً على غيابه ! ولِتُبرهنْ لي حُزنِها لأجلي !
زفرت زفرة حارة تلك الأشياء الصامتة أحستْ ب ألمي ومن هم حولي لم يشعروا
ب رحيل ابتسامتي منذُ غيابه ! لم يُلاحظوا جُرحَي المُلتهب حول أجفاني !
تداركتُ دمعة بين أحداقي كي لا تغرق في محيط ذكرياتي الهائج . .
ووقفتُ لأُسقطَ هاجساً علقَ في ذهني !
لا أريدُ أن ينقضي صباحي في استرجاع ذكريات أياماً ذهبت مع الريح .
ف يكفيني وجع اليوم السادس !
اقتربتُ من الشباك بخطواتٍ متباطئة وأزحتُ الستائر ذات النقشات السوداء تلك النقشات كان لها الفضل الكبير
في صُنع ثوب الحِداد . وما أن أزحتها حتى انسدلت أشعة الشمس على أجزاء من الغرفة .

حشرجة أصوات مختنقة تخرجُ من الزاوية اليُمنى من بينها صوتٌ باكي يترجى ك وردة جميلة تتوسل
لقدم إنسان علتْ سماء أوراقها !
لم تُنصِت الشمس لتوسلات أشيائي وانتهكت حُرمتُها ف أنفضح أمرها وبان انكسارها !
مسكينة أنتي يا أشيائي أخفقتِ في إبطان ضُعفكْ ! لمْ أُطيل النظر إليها ف عاطفتي الجياشة لا تسمح لي بذلك .
ووقفتُ في اتجاه النافذة لِ أرمقُ تلك المخلوقات الصغيرة التي تتراقص في السماء فرحاً .
وكأنكِ ترقُصِين أيتها العصافير على سيمُفونية ألمي ؟!
كفاكِ زقزقة و أرحلي ؛
أ لم تحلو لكي إلا هذه المساحة من السماء القريبة من نافذتي ؟
أذهبي وارقصي بعيداً عني , ف فرحكَ يُبكيني !

أرجوكِ أرحلي الآن أرحلي . .
رميتُ بنفسي أرضاً لأدفن راسي بين رُكبتاي وأدخل في مسلسل بكاء لن تنتهي حلقاتهُ
ألا بِ موت بطلُها الأسطوري !
ورحتُ أبكي بِ نشيجٍ موجع . علّ تلك الدمعات تُطفئ حُرقة الأيام التي مضتْ في إنتظاره!

تارة أتقوقعُ على نفسي وأبكي ك طفِلٍ اُقتِصّتْ منهُ أغلى ألعابه
وتارة أخرى أبكي بعويل ك عويل أرملة أُغتُصِب أمامُهُا حقُ أطفالِها

ربما ساعة ونيف!
وأنا على حالي لم يتحرك مني ساكناً سوى تدفق النهر الجاري على وجنتاي
أشفقتُ على تلك العينتان المُحمرتان
وأخذتُ نفساً عميقا ً أجمع فيه أشلاء وجعي المُتناثرة بين أضلُعيّ , لم أستطع تحملْ أكثر ل قِصرِ نفسي
وسرعان ما زفرتُهُ ؛ لأُوهِمْ نفسي بإخراجه من أعماق أعماقي !
مسحتُ بكفيّ أخر قطراتٍ النهر !
وسألتُ نفسي بحيرة لما أبكيه ؟!
لما أبكيهِ وأنا ممن وُهِبوُا حُب الكتابة ؟
س أكتبُكْ على وريقاتي الباكية وحينما تعود أقرأنْي . .
ابتسمتْ . ووضعتُ دفتري في حُجري لأكتُبْ له ُما جال بخاطري لحظة مغادرة الفرحُ سماء دارِي .



مُشتاقة لكَ حد الموت
أشواقي المُتأججة بداخلي دمرت حصون صبري !
اجتاحت جُدران صمتي لِ تقف أمامك . .
وتُكسر حواجز المسافات وتُقرِبُكَ إليّ أكثر !
حينها س تُهديني قُبلّة سرمدية
تُميتُني !
ثم تلف ذراعيك حولي وتضُمْني لأعودُ وأحياء من جديد !
تضُمْني مرة أخرى ولكن ب بقوة أكبر !
ل تُصّهِر براكين أشواقي الُمشتعلة بصدري
آه يا قدري متى س تُكرمُنْي ب لقائه ؟!
. . فقد سئمْتُ خيالاتي العقيمة !

حبيبي . . عندما تقرأُنْي أريدُ أن أكون ب جانبِكَ !
كي أرى مدى تأثير حروفي

حبيبي أقترب أكثر !
س أهمسُ بأُذنك بضعِ كلماتِ قبل أن أُغلق دفتري !
بحجم الأوراق التي أتلفتها على شرف خاطرتك
أُحِبُكْ !
وبحجم الأفكار التي تزاحمت برأسي لحظة غيابك
أُحِبُكْ !
أُحِبُكْ !

12.46م
5/7/1431ه